مدينة الأضواء الزرقاء
في عام 2077، حيث غطت المدن الزجاجية اللامعة الكوكب، كانت "نيو طوكيو" جوهرة التكنولوجيا. شوارعها تضج بالمركبات الطائرة، ومبانيها الشاهقة تلامس الغيوم، وكل زاوية فيها تضيء بأضواء النيون الزرقاء. كانت الحياة رقمية بالكامل، من العمل إلى الترفيه، كل شيء يتم عبر شبكة "النيورالينك" التي تربط العقول مباشرة بالإنترنت.
كان "كاي"، مهندس برمجيات شاب، يعيش حياة روتينية، يعمل على تطوير خوارزميات الذكاء الاصطناعي لشركة "سايبر كورب". لكنه كان يشعر بفراغ داخلي، وكأن شيئًا ما مفقود في هذا العالم المثالي. في إحدى الليالي، بينما كان يتصفح الأرشيفات الرقمية القديمة، عثر على بيانات مشفرة تتحدث عن "الواقع المنسي".
الواقع المنسي، وفقًا للبيانات، كان عالمًا ماديًا حقيقيًا، قبل أن يتم استبداله بالواقع الرقمي. كانت هناك صور لأشجار حقيقية، ومياه تتدفق في أنهار، وسماء زرقاء صافية بلا أضواء نيون. شعر كاي بانجذاب غريب لهذا العالم، وكأن روحه كانت تتوق إلى شيء لم يختبره من قبل.
قرر كاي أن يبحث عن هذا الواقع المنسي. استخدم مهاراته في القرصنة لاختراق خوادم "سايبر كورب"، واكتشف أن هناك مشروعًا سريًا يُدعى "إيدن"، يهدف إلى إعادة إحياء الطبيعة الحقيقية في مكان سري تحت الأرض. كانت هذه المعلومات صادمة، فالعالم كله كان يعتقد أن الطبيعة قد دمرت بالكامل.
بعد رحلة محفوفة بالمخاطر، تمكن كاي من الوصول إلى "إيدن". كانت هناك غابة خضراء مورقة، وشلالات تتدفق، وحيوانات برية تتجول بحرية. كان الهواء نقيًا، والشمس دافئة، وكل شيء كان حقيقيًا وملموسًا. شعر كاي بسعادة غامرة، وكأنه وجد الجزء المفقود من روحه. قرر أن يبقى في "إيدن"، وأن يعمل على إعادة ربط البشرية بالواقع المنسي، ليذكرهم بجمال العالم الذي فقدوه.
أصبحت قصة كاي أسطورة في "نيو طوكيو"، قصة عن الرجل الذي ترك الأضواء الزرقاء للعثور على النور الحقيقي. وبينما كانت المدينة تواصل ازدهارها الرقمي، كان هناك أمل جديد ينمو في أعماق الأرض، أمل في مستقبل يجمع بين التكنولوجيا والطبيعة.